قال الله تعالى
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراًّ وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 30:29}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ":يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا. فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"
علو المنازل وارتفاع الدرجات في الآخرة لحملة القرآن
قال الله تبارك وتعالى
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [ المجادلة : 11}.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يُقال لصاحب القُرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنتَ تُرتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" . حسن رواه ابو داود
شفاعة القرآن لأصحابه يوم القيامة
عن أبي امامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقْرَؤوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ )) رواه مسلم
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ قَرَأَ حَرْفَاً مِنْ كِتَابِ الله فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ آلم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْف ولامٌ حَرْفٌ وَميمٌ حَرْفٌ )) رواه الترمذى وهو حديث صحيح
فإذا كان عدد أحرف القرآن الكريم 340740 حرفا تقريبا فسوف تحصل على اجر عظيم إذا أنت ختمت القرآن لمرة واحدة فكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها وهذى يعنى انك سوف تحصل على أجر 340740× 10= 3407400
ثلاثة ملايين وأربع مائة وسبعة آلاف وأربع مائة حسنة وهذا لختمة واحدة فقط فكيف بك إذا ختمته في كل شهر مرة وهذا يعنى أنك ستختم القرآن اثنتىعشرة مرة في العام ويعنى ذلك أنك سوف تنال من الأجر بإذن الله 3407400×12= 40888800 أربعين مليونا وثمان مائة وثمانية وثمانين ألف وثمان مائة حسنة.
شهود الملائكة لصلاة الفجر واستماعها القرآن
قال الله جل ذكره: ( وَقُرْآنَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) [الإسراء: 78].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن أسيد بن حضير، بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه فقرأ, ثم جالت أخرى, فقرأ, ثم جالت أيضًا, قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى, فقمت إليها, فإذا مثل الظُّلة فوق رأسي. فيها أمثال السُّرج عرجت في الجوَّ حتى ما أراها. قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ. ابن حضير!" قال: فقرأت, ثم جالت أيضًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ. ابن حضير!" قال: فقرأت, ثم جالت أيضًا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ. ابن حضير !" قال فانصرفت, وكان يحيى قريبًا منها, خشيت أن تطأه, فرأيت مثل الظُّلة فيها أمثال السُّرج. عرجت في الجوَّ حتى ما أراها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ":تلك الملائكة كانت تستمع لك, ولو قرأت لأصبحت يراها الناس, ما تستتر منهم" صحيح رواه مسلم
وبعد أن علمت الأجر العظيم فيا ترى كم سيكون نصيب القرآن من وقتك ؟
وإليك فضائل بعض السور والآيات التي ستكون ضمن قراءتك
سورة الفاتحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السبع المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أُوتيتُهُ ))رواه البخاري
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ، وَلاَ في الزَّبُورِ، وَلاَ في الفُرقانِ مِثْلُهَا. وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ المَثَاني، وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيْتُهُ)) رواه الترمذى
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( هذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ.لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ. فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ. فَقَالَ:هذا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ. لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ. فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَم يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ. فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ. لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفِ مِنْهُمَا إِلا أُعْطِيتَهُ )).رواه مسلم
سورة البقرة وآل عمران وآية الكرسي وآخر آيتين في سورة البقرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( اقْرؤوا الْقُرْآنَ. فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرؤوا الزهراوين:الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوكَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ))أى السحرة رواه مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ قَرَأَ آيَةُ الْكُرْسِي دُبُرَ كُل صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ ، لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَ)) صحيح
وقال
( مَن قرأَ بالآيتين من آخِر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)) متفق عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ كَتَبَ كِتاباً قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّماواتِ وأَلارْضَ بَالْفَيْ عَامٍ، فََأنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَة البَقَرَةِ، لا يُقْرآنِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ )) صحيح.
سورة الكهف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ )) وفي رواية(( ومن اخر سورة الكهف)) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ )) صحيح.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ قَرَأَ سُورَة الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ النُّورُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ )) صحيح.
سورة تبارك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سورة تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِه المُلْكُ )) صحيح رواه الترمذى وغيره.
فضل سورة الفتح
عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لقد أنزلت علىَّ الليلة سورةٌ لهي أحب إلىَّ مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً )[الفتح:1}. صحيح رواه البخاري
فضل سورة البينة
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: لم يكن الذين كفروا" . قال: وسماني لك؟ قال: نعم, قال: فبكى. صحيح صحيح رواه البخاري ومسلم
سورة الكافرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( وَمَنْ قَرَأَ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ. عُدِلَتْ لَهُ بِرُبُعِ القُرْآنِ، وَمَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ. عُدِلَتْ لَهُ بِثُلُثِ القُرْآن ِ)) حديث حسن.
سورة الإخلاص
عن أَبي هُرَيْرَةَ ، قالَ: (( أَقْبَلْتُ مَعَ النبيِّ فَسَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأُ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (( وَجَبَتْ» . قُلْتُ: ومَا وَجَبَتْ؟ قال: «الْجَنَّةَ» )). حديث حسن
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟قَالَ:{ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ }، يعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ)) رواه مسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَها عَشْرَ مَرّاتٍ بَنَى اللّهُ لَه قَصْراً في الجَنَّة ِ)) صحيح.
الأسباب والأعمال التي يضاعف بها الثواب
وتتمة للفائدة هذه هى الأعمال التى يضاعف بها الأجر إن شاء الله تعالى :
قال السعدى رحمه الله: ـ( (الفتاوى السعدية، المسألة التاسعة، ص 43)
الجواب؛ وبالله التوفيق: أما مضاعفة العمل بالحسنة إلى عشر أمثالها،فهذا لا بد منه في كل عمل صالح، كما قال تعالى:-((مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) [الأنعام:160} وأما المضاعفة بزيـــادة عن ذلك، وهي مراد السائل، فلها أسباب: إما متعلقة بالعامل، أو بالعمل نفسه، أو بزمانه، أو بمكانه، وآثاره.
فمن أهم أسباب المضاعفــة أن يحقق العبد في عمله الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول؛ فالعمل إذا كان من الأعمال المشروعة، وقصد العبد به رضى ربه وثوابه،وحقق هذا القصد بأن يجعله هو الداعي لـه إلى العمل، وهو الغاية لعمله، بأن يكون عمله صادراً عن إيمان بالله ورسوله،وأن يكون الداعـي لـه لأجل أمر الشارع، وأن يكون القصد منه وجه الله ورضاه، كما ورد هذا المعنى في عدة آيات وأحاديث، كقوله ـ تعالى ـ
(إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) [المائدة:27] أي:المتقين الله في عملهم بتحقيق الإخلاص والمتابعة، وكما في قوله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه وغيرها من النصوص.
والقليل من العمل مع الإخلاص الـكـامــل يرجح بالكثير الذي لم يصل إلى مرتبته في قوة الإخلاص، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة تتفـاضــل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الإيمان والإخلاص؛ ويدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الإخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة إذا تركها خـالـصـــاً من قلبه، ولم يكن لتركها من الدواعي غير الإخلاص وقصة أصحاب الغار شاهد بذلك.
ومن أسباب المضاعفة ـ وهو أصل وأساس لما تقدم ـ: صحة العـقـيــــدة، وقوة الإيمان بالله وصفاته، وقوة إرادة العبد، ورغبته في الخير؛ فإن أهل السنة والجمــاعة المحضة، وأهل العلم الكامل المفصل بأسماء الله وصفاته، وقوة لقاء الله، تضاعف أعمالهم مضاعفة كبيرة لا يحصل مثلها، ولا قريب منها لمن لم يشاركوهم في هذا الإيمان والعقيدة. ولهذا كان السلف يقولون: أهل السنة إن قعدت بهم أعمالهم قامت بهم عقائدهم، وأهـــــل البدع إن كثرت أعمالهم، قعدت بهم عقائدهم، ووجه الاعتبار أن أهل السنة مهتدون، وأهل البدع ضالون. ومعلوم الفرق بين من يمشي على الصراط المستقيم، وبين من هو منحرف عـنـــــه إلى طرق الجحيم، وغايته أن يكون ضالاً متأولاً.
ومن أسباب مضاعفة العمل:أن يكون من الأعمال التي نفعُها للإسلام والمسلمين لـــه وقعٌ وأثرٌ وغَناء،ونفع كبير، وذلك كالجهاد في سبيل الله: الجهاد البدني، والمالي، والقـــولي،ومجادلة المنحرفين؛ كما ذكر الله نفقة المجاهدين ومضاعفتها بسبعمائة ضعف.
ومن أعظم الجهاد: سلوك طرق التعلّم والتعليـم؛ فإن الاشتغـال بذلك لمن صحـت نيـتـه لا يوزن به عمل من الأعمال،
ومن الأعمال المضاعفة: العمل الذي إذا قام به العبد، شاركه فيه غيره، فهذا أيضاً يضاعف بحسب من شاركه، ومن كان هو سبب قيام إخوانه المسلمين بذلك العمل؛ فهذا بلا ريب يزيد أضعافاً مضاعفة على عملٍ إذا عمله العبد لم يشاركه فيه أحد، بل هو من الأعمال القاصرة على عاملها، ولهذا فضّل الفقهاء الأعمال المتعدية للغير على الأعمال القاصرة.
ومن الأعمال المضاعفة إذا كان العمل له وقع عظيم، ونفع كبير، كما إذا كان فيه إنجاء من مهلكة وإزالة ضرر المتضررين، وكشف الكرب عن المكروبين. فكم من عمل من هذا النوع يكون أكبر سبب لنجاة العبد من العقاب، وفوزه بجزيل الثـواب، حتى البهائـم إذا أزيـل ما يضرها كان الأجر عظيماً؛وقصة المرأة البغي التي سقت الكلب الذي كاد يموت من العطش، فغُفر لها بغيها، شاهدة بذلك ) متفق عليه
ومن أسباب المضاعفة: أن يكون العبد حسن الإسلام، حسن الطريقة، تاركاً للذنوب، غير مُصِرّ على شيء منها، فإن أعمال هذا مضاعفة كما ورد بذلك الحديث الصحيح: (إذا أحسن أحدكم إسلامه؛ فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف...) الحديث ) متفق عليه .
ومن الأسباب: الصدقةُ من الكسب الطيب، كما وردت بذلك النصوص. ومنها شرفُ الزمان، كرمضان وعشر ذي الحجة ونحوها، وشرف المكان كالعبادة في المساجد الثلاثة، والعبادة في الأوقات التي حث الشارع على قصدها، كالصلاة في آخر الليل، وصيام الأيام الفاضلة ونحوها، وهذا راجع إلى تحقيق المتابعة للرسول مع الإخلاص له.
ومن أسباب المضاعفة: القيامُ بالأعمال الصالحة عند المعارضات النفسية،والمعارضات الخارجية؛ فكلما كانت المعارضات أقوى والدواعي للترك أكثر، كان العمل أكمل، وأكثر مضاعفة.وأمثلة هذا كثيرة جداً،ولكن هذا ضابطها .
ومن أهم مــــــا يضاعف فيه العمل: الاجتهاد في تحقيق مقام الإحسان والمراقبة، وحضور القلب في الـعـمـــــل، فكـلـمــا كانت هذه الأمور أقوى، كان الثواب أكثر، ولهذا ورد في الحديث: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها) فالصلاة ونحوها وإن كانت تجزئ إذا أتى بصورتها الظاهرة، وواجباتها الظاهرة والباطنة، إلا أن كمال القبول، وكمال الثواب،وزيادة الحسنات، ورفعة الدرجات، وتكفير السيئات، وزيادة نور الإيمان بحسب حضور الـقـلـب فـي العبادة. ولهذا كان من أسباب مضاعفة العمل حصولُ أثره الحسن في نفع العـبـد، وزيادة إيمانه، ورقّة قلبه، وطمأنينته، وحصول المعاني المحمودة للقلب من آثار العمل؛ فإن الأعمال كلما كملت، كانت آثارها في القلوب أحسن الآثار، وبالله التوفيق.
ومن لطائف المضاعفة أن إسرار العمل قد يكون سبباً لمضاعفة الثواب،فإن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله
رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.. ومنهم: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )متفق عليه
كما أن إعـلانها قد يكون سبباً للمضاعفة كالأعمال التي تحصل فيها الأسوة والاقتداء، وهذا مما يدخـــــل في القاعدة المشهورة: قد يعرض للعمل المفضول من المصالح ما يصيّره أفضل من غيره. ومـمــــــا هو كالمتفق عليه بين العلماء الربانيين أن الاتصاف في كل الأوقات بقوة الإخلاص لله، ومحـبـة الخير للمسلمين مع اللهج بذكر الله لا يلحقها شيء من الأعمال، وأهلها سابقون: لكلّ فـضـيـلـــــةٌ وأجرٌ وثوابٌ، وغيرها من الأعمال تبع لها؛ فأهل الإخلاص والإحسان والذكر هم السابـقـــــون السابقون المقربون في جنات النعيم.
**********************************************************************
اللهم تقبل منا انك انت السميع العليم .